اليوم الاول
استيقظت على دقات منتظمه على باب غرفتى
واذا بها بهيه تخبرنى بان هناك اتصال
لى فى الاستقبال
وضعت الروب على اكتافى وهرولت مسرعه
للاسفل والتقط
سماعه التليفون فاسمع من خلاله صوت
امى بالسؤال عنى وعن صحتى
عن اكلى ومنامى واول يوم لى بعيدا عن
احضانها؟؟؟؟؟؟
وطمانتها بانى بخير .....وحادثنى ابى
ونصحنى بان انتبه لنفسى
وانه سيحادث المسؤلين لينقلنى فى
مكان افضل
وانتهت المكالمه بين دعاء ابى وبكاء
امى ودموع منهمره منى.
وبعد ساعه كنت جالسه على مكتبى
وسماعتى على كتفى
وانتظر اول مريض...
حضرت بهيه لتسالنى
- عايزه حاجه يادكتوره نها ؟
- شكرا يا بهيه ...دخلى لى اول عيان
- مفيش يا دكتوره عيانين بره
- طيب ...انا سمعت صوت صرخه بالليل
هو انتى وبدوى كنتم بتتخانقوا ؟؟
شحب هنا وجهه بهيه وقالت
- لا يا دكتوره ..بس انتى عارفه احنا
بلد صغيره
وفى الليل الصوت بيسرى ده ممكن يكون
صوت
حد من الجيران ...
- الساعه بقيت عشره هما الناس هنا مش
بيعيوا؟؟
- يادكتوره ده بيجى اوقات مش بنكون
ملاحقين على الكشوفات
ونظرت الى خارج الشرفه لاجد هناك فلاحه تقترب من باب المستشفى
ومعصمها ملفوف بالشاش الطبى ..
فقلت لبهيه
- يالا فى ست شايفاها قربت من الباب
روحى شوفيها
ودخلت اول مريضه
وبدا اليوم وازدحم المستشفى وظللت
اعمل حتى ساعه متاخره
وكانت الحالات كلها لساكنى القريه
بسيطه فالحمد لله لم اجد حاله صعبه
وفى المساء كنت قد انتهيت من عملى
وجلست اشاهد التليفزيون..
وانا اشرب كوب من اللبن الدافئ
واستعد للنوم
واذا ببهيه تقتحم الغرفه وهى تهرول
- الحقى يادكتوره نها حسن ابن عنتر
متعور وبينزف
وهرولت خلفها لغرفه الاستقبال لاجد
شابا اشمر اللون ذو ملامح دقيقه وسيم
ممدد على سرير الكشف
وهو غائب عن الوعى وكتفه الايسر تنزف
دما غزيرا وكان بجواره
رجل متجهم الوجه زائغ النظرات ممسك بيد
الشاب كانه يقول له انا بجانبك
وحاولت ايقاف النزيف وسالت عن سببه
فعرفت انه طلق نارى
فامرت بهيه بتجهيز غرفه العمليات
لاستخراج الرصاصه واتصلت بدكتور التخدير المقيم بالبلده وحضر الدكتور على وجهه
السرعه
وبعد ساعه انتهيت من استخراج الرصاصه وانعاش المريض
حتى فتح عيونه ونظر حوله باعياء ثم
غاب مره اخرى عن الوعى
وخرجت لاطمئن المرافق له بانه سيكون
بخير ..
وتوجهت لغرفه الكشف لاتصل بالبوليس
فاذا بمرافق الشاب يدخل الغرفه
بدون استاذان قائلا.؟؟.؟.
- احنا ممكن ناخده ونروح يادكتوره
- لا طبعا ده لسه تحت تاثير البنج ثم
لما يجى البوليس هو اللى هيقرر
- بوليس؟ ليه بس كده؟
ده كان بينطف مسدسه وطلعت رصاصه منه
غلط
مفيش داعى للبوليس .
- دى مسؤليه مقدرش اتحملها لازم ابلغ
البوليس
وهنا رمقنى بنظره حاده تجاهلتها
تماما
- اسم المريض ايه ؟
وانا ادون تلك المعلومات باستماره
المستشفى
- فارس سويفى
- سنه كام سنه؟
- 34 سنه
- وانت تقرب له ايه؟؟
- انا عمه
- عنوانه ايه وفين بطاقته؟؟؟
فدس يده بجيب الجلباب الذى يرتديه
واخرج بطاقه
- اهو العنوان مكتوب هنا
- طيب اتفضل اقعد بره شويه
وخرج وتناولت سماعه التليفون وهاتفت
الشرطه واخبرتهم عن مصاب الطلق النارى ...........وطلبت اسراعهم بالحضور
وهنا دخلت عليا بالغرفه فلاحه شاحبه
اللون تلتف بشال اسود وعالق بملابسها قطع من الشاش الطبى
فسالتها
- ايوه اتفضلى
فلم تتحرك بل نظرت لى بامعان كانها
تتفحصنى وانصرفت دون اى كلمه
فتهضت وخرجت وراءها فلم اجد لها اثر
فسالت المرافق للمريض فارس الذى كان
ينتظر خارج حجرتى
_ راحت فيت الست اللى كانت هنا ؟
- ست ايه ؟
- اللى كانت واقفه على باب المكتب
ومدخلتش
- مشفتش حد لا جه ولا راح انا لحالى
هنا
- ازاى ان لسه شيفاها اكيد انت شفتها
- لا يا دكتوره مشفتش حد
وهنا ناديت بدوى الغفير المقيم على
حراسه الباب
- نعم يا ست الدكتوره
- فى ست دخلت من شويه اوضه الكشف
وبعد كده خرجت
انت متعرفهاش؟
- لا يا دكتوره محدش دخل غير ابو غريب وكان شايل فارس وهو سايح فى دمه
.
- والست اللى لابسه شال اسود
وهنا شحب وجهه بدوى
.....................